أنواع السكتات الدماغية
نرحب بكم زوار موقع تزدونا التعليمي والثقافي، الذي يزودكم بالمعلومة الصحيحة والنافعة في شتى المجالات، وسنتناول في مقالتنا هذة موضوع:
أنواع السكتات الدماغية
يرتبط نوع السكتة بالمنطقة الدماغية التي تتعرض للضرر، وبما أن أي جزء في نظام الأوعية الدموية يمكن أن يواجه انسداداً، فإننا نشهد أنواعاً مختلفة من السكتات كما أن تدفق الدم إلى الدماغ يختلف من شخص إلى آخر، وبكمية قد يستغربها البعض.
إضافة إلى ذلك، فقد تنسد ثلاثة شرايين من أصل أربعة شرايين لدى شخص ما، ولا يصاب بسكتة دماغية، في حين قد يصاب آخرون بسكتة دماغية خطرة بانسداد شريان واحد فقط. وقد ساهم ذلك في زيادة صعوبة تصنيف السكتات الدماغية، ما أدى إلى وجود تصنيفات مختلفة في العالم حالياً.
ـ سكتة في الجهة اليسرى من الدماغ:
عادة ما تنتج السكتة التي تصيب الجانب الأيمن من الجسم من مشاكل في الجهة اليسرى من الدماغ والعكس صحيح.
ويعد النوع الأكثر شيوعاً من السكتات الدماغية إصابة شخص ما فجأة بوهن في الجهة اليمنى أو اليسرى من الوجه أو الذراع أو الساق. ويسهل ملاحظة هذه المشكلة التي تعرف بـ الفالج.
ويتراوح مثل هذا الوهن ما بين خفيف جداً وشلل تام، وهو غالباً ما يصيب الوجه والذراع والساق معاً، غير أن بعض السكتات الأقل حدة تصيب الوجه وحده أو الساق أو الذراع وفي حالات أقل شيوعاً، قد تسبب السكتات فقدان الإحساس في الوجه أو الذراع أو الساق فقط، أو مزيجاً من فقدان الإحساس والوهن. على الرغم من أن الوهن هو العارض الأولي الواضح للسكتة الدماغية، إلا أن التخشَّب المتزايد الذي يظهر لاحقاً يتسبب بحدوث مشاكل أخرى، ويعرف هذا التخشَّب بتقلص العضلات اللاإرادي، أو التيبس، وعادة ما يصيب العضلات التي لا تُستخدم بانتظام.
وفي حال عدم خضوع المريض لجلسات إعادة تأهيل ملائمة بعد إصابته بالسكتة الدماغية، فإن التيبس يؤدي إلى إصابته بنوبات ألم، كما أن وقفته تصبح غير طبيعية. وجدير بالذكر أن العلاج الفيزيائي يهدف إلى استعادة المريض حركته بشكل طبيعي، ولكن غالباً ما تركز الجلسات الأولى على تخفيف أي تيبس موجود في الذراع أو الساق. أما إذا كان الوهن في جانب من جسمك هو المشكلة الوحيدة التي واجهتك بعد إصابتك بالسكتة الدماغية، فهذا يعني أن السكتة كانت خفيفة، ولم تلحق ضرراً إلا بمنطقة صغيرة من شبكة الأسلام (الشرايين العميقة في الدماغ، ولكن إن أضرت السكتة بمنص أكبر من الدماغ، فلا بد من وجود تأثرات أخرى.
تتحكم الجهة اليسرى من الدماغ في معظم الأشخاص الذين يستخدمون أيديهم اليمنى باللغة ويرون العالم من اليمين ويتعرفون إلى الأشياء وينسقونها من اليمين.
ولهذا السبب قد تسبب السكتات الكبرى التي تصيب الجهة اليسرى من الدماغ وهنا خطراً في جهة اليمين وفقدان القدرة على الكلام، فضلاً عن فقدان القدرة على رؤية الأشياء من اليمين وأما في الأشخاص الذين يستخدمون أيديهم اليسرى، فعادةً ما تتحكم الجهة اليمنى من الدماغ بهذه العوامل. علماً أن هذه القاعدة ليست حقيقةً مطلقة.
- مشاكل تؤثر في القدرة على الكلام:
عادة ما تتضمن المشاكل المرافقة للسكتة صعوبة في تشكيل الكلمات المناسبة وفهمها عقليا. ويروي المرضى الذين يتعافون من مشكلة اللغة عن الإحباط الذي عانوا منه، فيقولون إنهم كانوا يدركون ما يريدون قوله، ولكنهم كانوا يعجزون عن النطق بالكلمات بالترتيب الملائم.
قد تكون المشكلة بسيطة مثل عدم القدرة على تذكر اسم شيء ما، مثل الساعة أو أكثر تعقيدا مثل الفقدان الكامل للقدرة على الكلام، في ما يعرف بـ حبسة الكلام، أو خلل الكلام.
أحيانا تطرأ مشكلة أخرى في النطق بسبب حدوث ضعف في العضلات المسؤولة عن تحريك الفم واللسان عند التلفظ بالكلام في ما يعرف بـ الرتة ( عسر التلفظ ) .
أي جانب من دماغك هو المسيطر ؟
معظم الناس الذين يستخدمون أيديهم اليمني تكون الجهة اليسرى من أدمغتهم هي الجهة المسيطرة لديهم، ويمكن للسكتة التي تصيب الجهة اليسرى من الدماغ أن تسبب الرتة
(عُسر التلفظ )، حوالي 50% ممّن يستخدمون أيديهم اليسرى، تكون الجهة اليسرى هي الجهة المسيطرة لديهم، ويمكن للسكتات التي تصيب الجهة اليسرى من أدمغتهم أن تسبب مشاكل في اللغة.
كثير من المتقدمين في السنّ الذين يستخدمون أيديهم اليسرى طبيعيا ، ولكنهم أجبروا على استخدام اليد الأخرى الكتابة، يبدو أنه يستخدمون أيديهم اليمنى، ولكن تكون الجهة اليمنى من أدمغة نصفهم تقريبا، الجهة فهي
المسيطرة، سيحاول الأطباء تقييم الجهة المسيطرة بسؤالك عما إذا كنت تستخدم يدك اليمنى أو اليسرى، وبسؤالك عن اليد التي تفضل استخدامها حين ترفع الأشياء.
ـ سكتة في الجانب الأيمن من الدماغ:
يتحكم الجانب الأيمن من الدماغ بالجهة اليسرى من الجسم، وعادة ما يكون الجانب الأيسر من الجسم أقل سيطرة في الأشخاص الذين يستخدمون أيديهم اليمنى وتعدّ المشاكل التي تطرأ في هذه الحالة شبيهة بمشاكل جهة اليمين التي تناولنها أعلاه، غير أن مشاكل اللغة تكون أقل شيوعاً.
من المشاكل الشائعة لدى الأشخاص الذين يصابون بسكتات دماغية أكبر في الجانب الأيسر من الجسم، هي أنهم غالباً ما يبدون معوقون، ويصعب في البداية تحديد السبب.
غير أن المشكلة هي بسبب فشل الدماغ في إدراك انتماء الذراع والساق اليسريين إلى المريض إذ يتضرر بشكل كبير الجزء من الدماغ الذي ينبئك بوجود يد وذراع يسرى، لدرجة يعتقد دماغك بعدم وجود جانب أيسر لديك. ولذا فحين تكون الإصابة شديدةً جداً، يتجاهل البعض الطعام في الجانب الأيسر من الصحن ، ويفقدون ذراعهم وساقهم اليسريين.
ويعد شذوذ الكلام، إذ يصبح الكلام رتيباً، من المشاكل الأخرى التي يعاني منها الذين يُصابون بوهن في الجانب الأيسر. فنمط الخطابة الذي يتمتع بإيقاع هو من اختصاص الجهة اليمنى (غير المسيطرة) من الدماغ.
ـ استخدام اليد اليسرى:
إن كنت ممن يستخدمون أيديهم اليسرى طبيعياً، فقد تكون الجهة اليمنى أو اليسرى هي المسيطرة في دماغك. وقد يظهر لدى الأشخاص الذين يستخدمون أيديهم اليسرى مزيجاً من أعراض السكتات تختلف قليلاً عن الأعراض التي تحدثنا عنها أعلاه.
ـ المشاكل التي تصيب البصر:
تعد المشكلة الأكثر شيوعا التي تصيب البصر هي عدم القدرة على رؤية العالم في اليمين أو اليسار) بسبب مشاكل تصيب الجهة اليسرى (أو اليمنى) في الدماغ، ذلك أن الرؤية من الجهة اليسرى في كلتا العينين يخضع لسيطرة الجهة اليمنى من الدماغ والعكس؛ صحيح.
غالباً ما يُعتقد خطاً أن فقدان حقل بصري هو عمى العين، غير أنه يشتمل في الحقيقة على فقدان الرؤية في حقل واحد في كلتا العينين، وهو ما يعرف بـ «العمى الشقي»، غير أن معظم السكتات الدماغية لا تلحق الضرر بالعين بحد ذاتها، بل تؤثر في عملية معالجة المعلومات القادمة من العين كما يمكن أن تسبب السكتة الدماغية أيضاً حدوث ازدواج في الرؤية في حال تأثر مركز التوازن والتنسيق في العين، فضلاً عن أن عدة أمراض أخرى يمكن أن تتسبب بالإصابة بازدواج الرؤية.
ـ المشاكل التي تؤثر في التوازن:
تتمتع قاعدة الدماغ بشبكة معقدة من «الأسلاك (الشرايين) تتحكم بآليات تمنعك من السقوط ويمكن أن تتسبب السكتات الدماغية التي تصيب هذه المنطقة من الدماغ بحالة من عدم استقرار مفاجئة، إذ يروي العديد من المرضى أنهم شعروا كأنهم ثمالي.
ـ النوبة الإفقارية العابرة:
تختفي بعض أعراض السكتات الدماغية بسرعة كبيرة، ويمكن أن يعود المرء إلى طبيعته في غضون دقائق (أو ساعات).
ويصف الأطباء السكتة الدماغية التي لا تتجاوز أعراضها 24 ساعة بـ «النوبة الإفقارية العابرة». ولكن إن استمرت هذه الأعراض أكثر؛ من 24 ساعة، فحينها تعتبر سكتة دماغية.
وقد يُصاب المرء بالنوبة الإفقارية العابرة بسبب تخثر صغير في الدم سرعان ما يتفكك، أو بسبب تراجع مؤقت لتدفق الدم إلى الدماغ (مثلاً ، نتيجة اضطراب في ضربات القلب، أو انخفاض ضغط الدم، أو حدوث تشنجات في أوعية دموية ضيقة). ثمة نوع خاص من النوبات الإفقارية العابرة يصيب الرؤية في عين واحدة، في ما يعرف بـ الكُمِّنَة العابرة.
وعادةً ما تنطفئ الرؤية في عين واحدة في هذا النوع من النوبات، وكأن غطاء أسود أسدل عليها، وتوصف هذه النوبات عادةً بأنها فقدان مفاجئ للبصر، ويمكنك التأكد مما إذا كانت المشكلة في عين واحدة أو كلتا العينين بتغطية كل عين على حدة، في حال عانيت من فقدان البصر في عين واحدة واستعدت بصرك في غضون ثوان أو دقائق، فيكون ذلك عادةً نتيجة مشاكل في الدورة الدموية، تؤثر في صيب دفق الدم إلى عينك ( الذي تتشاركه مع الدماغ).
ويأتي تخثر الدم عادة من مصدر محدد مثل الضرر، أو المرض الذي يصيب القلب أو الشرايين السباتية ( الأوعية الدموية التي توصل الدم إلى الرأس)، ويمكن لهذا النوع من النوبات أن يكون بمثابة تحذير من احتمال الإصابة بسكتة دماغية في المستقبل، إذ قد يصل التخثر في المرة القادمة إلى الدماغ، وليس العين كما يمكن للرعاية الطبية المبكرة أن تحمي من احتمال الإصابة بسكتة دماغية كبرى في المستقبل، لذا يحبذ معالجة هذه الحالة بأنها طارئ طبي.
لا تعد النوبة الإفقارية العابرة مجرد نوبة عادية، بل هي بمثابة تحذير للمريض بوجود مشكلة في الدورة الدموية. كما أن الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة كهذه عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بنوبة أخرى قد تكون أكثر خطورة، مثل السكتة الدماغية التي قد تسبب الإعاقة.
لذا من المهم تقييم أي نوبة شبيهة بالسكتة الدماغية من قبل طبيب يقترح سبلاً للوقاية من حدوث أزمات أكثر خطورة في المستقبل.
ـ أمراض قد تشبه السكتة الدماغية:
يمكن لعدة أمراض أن تحاكي السكتة الدماغية بما فيها التالي:
ـ الأورام الدماغية
من أبرز مميزات السكتة الدماغية هو ظهور أعراضها بسرعة كبيرة، ويمكن للورم الدماغي أن يتسبب بالمشاكل عينها مثل السكتة الدماغية، ولكن أعراضه تبدأ تدريجيا وتزداد سوءا بمرور الأيام والأسابيع، وعليك زيارة الطبيب بسرعة عندما تلاحظ أن الأعراض تزداد سوءاً.
ـ الصداع النصفي (الشقيقة):
الصداع النصفي مرض شائع جداً، غير أن أعراض نوبات الألم تختلف من شخص إلى آخر، فثمة من يعاني من الوميض وثغرات في الرؤية، وحتى من وهن في الذراع والساق، وقد يكون العلاج صعبا في حالات كثيرة. وقد يخطئ البعض فيعتقد أن بعض نوبات الشقيقة سكتات دماغية، ولكن في حالات نادرة يمكن لنوبة شقيقة أن هي
تسبب سكتة دماغية، لذا من المهم الحصول على رأي طبي خبير في هذه المسألة.
ـ المذل:
هو شعور بالوخز وتنمل في الجسم، وهو عارض شائع جداً، غير أنه نادراً ما يكون بسبب حدوث سكتة دماغية، وغالباً ما تكون هذه الأعراض بسبب عصب محتبس، ولا علاقة لها بالسكتات الدماغية.
ـ أعراض العين:
قد تكون بعض الأعراض مثل فقدان الرؤية المؤقت، أو الرؤية المشوشة، أو الرؤية المزدوجة، بسبب حدوث سكتة دماغية، ولكنها قد تكون أيضاً مؤشرات إلى مشاكل أخرى أكثر خطورة قد تصيب العين. ويجب أن يجرى تقييم هذه الأعراض بشكل طارئ من قبل طبيب العائلة.
كما تجدر الإشارة إلى أن الأجسام الطافية، وهي أشكال صغيرة تراها تتحرك نحو بصرك ، ليست بسبب التعرض لسكتة دماغية وهي أمر طبيعي.
ـ النوبات المرضية:
غالبا ما تحاكي النوبات المرضية السكتات الدماغية، فعادة ما تبدأ النوبة الشديدة بسقوط المريض وفقدانه الوعي، كما أن الساقين والذراعين ترتعشان لبضع دقائق تليها فترة تعاف أكثر هدوءا، وقد تتسبب النوبة بحدوث عجز في ضبط التبول أو البراز، وقد يكتشف البعض أنهم عضوا ألسنتهم.
يعاني بعض الناس من الوهن مباشرة بعد حدوث النوبة، كما يحصل عادة حين الإصابة بسكتة دماغية.
وفي حال لم يحصل الطبيب على معلومات كافية عن النوبة، فقد يخطئ في تشخيصه ويعتقد أن المريض أصيب بسكتة دماغية.
كما يمكن لمن شاهد إصابة المريض بنوبة مرضية تحديد الفرق بينها وبين السكتة خصوصاً في حال ظهور الأعراض النمطية لداء الصرع.
زوارنا الكرام يستقبل كادر عمل موقع تزودنا جميع اسئلتكم التي تضعونها في التعليقات او ترسلونها على بريد الموقع.