درس الطبيب والمرأة العجوز؟
طلابنا الكرام نرحب بكم في موقعكم التعليمي تزودنا، ونزودكم من خلال هذة الاسطر بدرس الطبيب والمرأة العجوز:
خرج الطبيب الجراح الشهير محمد على عجل كي يذهب إلى المطار للمشاركة في المؤتمر العالمي الدولي الذي سيْكرّم فيه على إنجازاتة الفريدة في عالم الطب. وفجأة وبعد ساعة من الطيران أعلن أن الطائرة أصابها عطلا، بسبب صاعقة وستهبط هبوطًا اضطراريا في أقرب مطار.
توجه الطبيب إلى استعلامات المطار، وقال: أنا طبيب عالمي وكل دقيقة تُساوي أرواح ناس. وأنتم تريدون أن أبقى ١٦ ساعة بانتظار طائرة؟ فأجابه الموظف: يا دكتور، إذا كنت مستعجلًا يُمكنك استئجار سيارة والذهاب بها، فرحلتك لا تبعد عن هُنا سوى ؟ ٣ساعات فقط بالسيارة.
رضي الطبيب محمد على مضض، وأخذ السيارة وظلّ يسوق، وفجأة تغير الجو، وبدأ المطر يهطل مدرارا، وأصبح من العسير أن يرى أي شيء أمامه، وبعد ساعتين أيقن أنه قد ضلّ طريقه وأحس بالجوع والتعب، فرأى أمامه بِيتا صغيرا، فتوقف عنده ودق الباب، فسمع صوتا لامرأة عجوز تقول: تفضل بالدخول كائنًا من كنت فالباب مفتوح، فدخل البيت وطلب من العجوز المقعدة أن يستعمل الهاتف، ضحكت العجوز وقالت: أي هاتف با بُني؟ آلا ترى أين أنت؟ هُنا لا كهرباء ولا هواتف، ولكن تفضل واسترح وصُب لنفسك فنجانًا من الشاي الساخن، وهناك طعام على الطاولة، فكل حتى تشبع وتسترد قوتك.
شكر الطبيب محمد المرأة وجلس يأكل، بينما كانت العجوز تُصلي وتدعي انتبه فجأة إلى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز، وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة، واستمرت العجوز بالصلاة والدعاء طويلًا، فتوجه الطبيب لها قائلاً: يا أماه، والله لقد أخجلني كرمك ونبل أخلاقك، وعسى الله أن يستجيب لكل دعواتك، قالت له العجوز: يا ولدي. أنت ابن سبيل أوصى بك الله، وأما دعواتي فقد أجابها الله - سبحانه وتعالى كلها إلا واحدة. فقال لها الطبيب: وما هي تلك الدعوة يا أماه؟
قالت العجوز: هذا الطفل الذي تراه حفيدي وهو يتيم الأبوين، وقد أصابه مرض عضال عجز عنه كل الأطباء عندنا، وقيل لي إن جرحاً واحدًا يستطيع علاجه يُقال له محمد، ولكنه يعيش بعيدًا من هنا ولا طاقة لي بأخذ هذا الطفل إلى هناك، وأخشى أن يأخذ الله أمانته، ويبقى هذا المسكين بلا حول ولا قوة، فدعوت الله أن يُسهل أمري.
بكى الطبيب محمد، وقال: يا أماه إن دعاءك والله قد عطل الطائرة، وضرب الصواعق، وأمطر السماء كي يسوقني إليك سوقا، والله ما أيقنت أن الله -عز وجل يسبب الأسباب لعباده المؤمنين بالدعاء، حتى وقفت بين يديك.