في تصنيف متفرقات العالم بواسطة (1.3مليون نقاط)
هل يحق للرسول صلى الله عليه وسلم التشريع؟

سبق وأن قرر جماعة من العلماء بانة ليس لرسول الله (ابتداء) حق التشريع، ولكن له حق الاجتهاد، ومن أكثر الأمور التي حيرت العلماء وتخبطوا في تفسيرها كثيرا - نظرية (الأحرف السبعة) وهل هي القراءات السبع؟ والجواب البديهي هو: لا، لأن القراءات (المعتمدة) عشر وليست سبعا فقط، وسبب تخبط العلماء هو اعتقاد (خاطئ) منهم - لا دليل عليه - يزعم: أن جميع القراءات (وحي) من الله، وهذا مستحيل عقلا وشرعا

إذ لا يمكن أن يكون لدينا - للآية الواحدة - عشرة أوجه كلها وحي من الله، ولكن الجواب الواضح المنطقي المعقول المقبول هو ما يتعلق بصلاحيات رسول الله للتشريع، لقد كان الرجل - من العرب بما في ذلك اليمن - يأتي إلى رسول الله، فيقرؤ القرآن بين يديه، فلا يستطيع أن يقرأ بقراءة أهل مكة والمدينة، فضلا أنه لا يستطيع أن يقرأ بلغة (قريش) التي نزلت بها (النسخة الوحيدة) من القرآن، فكان رسول الله يتذكر نفسه - في أول نزول القرآن - وهو يحاول أن يحفظ القرآن، فيتلعثم لسانه من شدة السرعة في التلاوة، هذا وهو من أفصح العرب فماذا نقول عن رجال القبائل الأحرى، خاصة اليمن؟

 وذلك قوله تعالى {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه *{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه}[القيامة:18]

والسؤال هنا: هل كان جبريل يقرؤ لرسول الله بالقراءات السبع؟

الجواب الطبيعي هو: لا وهنا يأتي السؤال:

إذن ما شأن القراءات السبع، ثم العشر هل كلها ورد عن رسول الله؟

والجواب - الذي لا شك فيه - هو: نعم طبعا كلها ورد عن رسول الله بالسند (المتواتر) الذي لا يرقى إليه شك، ولكن ليس بنظام (الوحي) ولكن بنظام (الإقرار) يأتي الرجل من قبائل العرب - بما فيها اليمن - فيقرؤ القرآن فتارة يقر رسول الله القراءة، وتارة يردها ويرفضها، وهنا تنقسم القراءات قسمين:

1- ما أقره ورضيه رسول الله - ورآه لا يؤثر على النص - فهو قراءة مقبولة

2- وما رده ورفضه رسول الله - ورأى أنه يؤثر على النص - فهو قراءة مردودة أو باصطلاح أهل الفن (قراءة شاذة)

وإليكم نموذجين:

 1- جاء رجل من أهل اليمن فقرأ بين يدي رسول الله:

فكان يكسر الألف المقصورة - في أواخر سورتي الليل والضحى - كسرا شديدا ورجل يقرؤ (فتبينوا) وآخر يقرؤ (فتثبتوا) ورجل يقرؤ (ننشزها) وآخر يقرؤ (ننشرها) ورجل يقرؤ (إنْ هذان) وآخر يقرؤ (إنّ هذين) وثالث يقرؤ (إنّ هذان) ورجل يقرؤ فيهمز، ورجل يقرؤ فلا يهمز بل يلغي الهمز تماما.. كما هي لغة قريش.. فأقر رسول الله هذه القراءات كلها؛ لأنها لا تؤثر على المعنى، ولا تخالف كلام العرب.. وإن كانت تخالف (فصيح كلام العرب)

إذن هذه معنى قراءة (سبعية أو عشرية) أنها حاصلة على (اعتماد وختم رسول الله) فهي قرآن لا فرق بينها وبين قراءة حفص، التي نقرؤ بها نحن المشارقة في: اليمن ومصر والعراق ودول الخليج الست ودول الشام ألأربع..

2- وجاء رجل من (العجم) فقرأ بين يدي رسول الله: وما تنزلت به الشياطون.

وإنما يخشى اللهُ من عباده العلماء.. فرد رسول الله هذه القراءة ورفضها ولم يقبلها..

وهذا مثال ونموذج (واضحان) لتشريع رسول الله

- الذي أصله اجتهاد شخصي منه صلى الله عليه وسلم -

ثم ينتظر قرار رب العزة: فما جاء القرار بقبوله، فهو القراءة الصحيحة المقبولة..

وما جاء القرار برده، فهو القراءة الخاطئة المرفوضة الشاذة..

والخلاصة: أنه - صلى الله عليه وسلم - ليس شريكا لله في التشريع..

ولكنه - كأي نبي قبله - له صلاحية الاجتهاد..

ثم بعد الاجتهاد، ينتظر القرار السماوي (النهائي)

- الذي طبعا سيأتي بالوحي - من

رب العزة.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.3مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
هل يحق للرسول صلى الله عليه وسلم التشريع؟

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى تزودنا، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...