ما الغرض من زيارة وزير الخارجية الامريكي الى السعودية 2023؟
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية، الثلاثاء، في زيارة تستمرّ 3 أيام وترمي لـ"بحث التعاون الاستراتيجي بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والعالمية".
ومن المتوقع أن يناقش بلينكن مع مسؤولين سعوديين خلال الزيارة "مجموعة من الملفات الثنائية بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني"، بحسب بيان الخارجية الأميركية.
ويشارك بلينكن، الأربعاء، في اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي الأميركي لمناقشة التعاون المتنامي مع الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الأمن والاستقرار وإيقاف التصعيد، والتكامل الإقليمي والفرص الاقتصادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كما سيشارك الوزير الأميركي، الخميس، في استضافة اجتماع وزاري لـ"التحالف الدولي ضد داعش"، مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض لإبراز الدور الحاسم الذي لعبه التحالف لمواجهة التهديد المستمر لـ"داعش"، بحسب البيان.
وقبل ساعات من رحلة بلينكن، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الثلاثاء، إن "الولايات المتحدة تواصل الشراكة مع المملكة العربية السعودية في القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والطاقة ومكافحة الإرهاب"، مضيفةً أن الهدف "تعزيز رؤيتنا المشتركة لشرق أوسط أكثر سلاماً وأماناً وازدهاراً واستقراراً".
ولفت البيان إلى أن "الولايات المتحدة أكملت خلال السنوات الثلاث الماضية منشآت دبلوماسية جديدة في جدة والظهران، كما ستبدأ ببناء سفارة جديدة في العاصمة الرياض".
وذكرت الخارجية الأميركية أن "واشنطن مورد دفاعي للرياض"، معتبراً أن هذه الشراكة "مبنية على مصلحتنا المشتركة في أمن الخليج وردع أي قوة أجنبية أو إقليمية تهديد المنطقة".
من جهته، قال المسؤول الأميركي الرفيع في الخارجية والمكلّف شؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بنعيم في تصريح صحافي، الجمعة، "نركّز على أجندة متوافق عليها والقدر الكبير من العمل الذي يمكن لبلدينا إنجازه معاً".
وأشار بنعيم إلى أن هذا العمل يتضمن "إنهاء الحرب في اليمن، حيث ساعد الدعم الأميركي-السعودي لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في تسهيل وزيادة وصول المساعدات الإنسانية،"، إضافة إلى مسألة "دعم السعودية لأوكرانيا، والذي تضمن 410 ملايين دولار كمساعدات وزيارات ثنائية رفيعة المستوى من قادة كلا البلدين".
وأوضح أن "لدينا أيضاً مجالات تعاون جديدة مثل التكنولوجيا والاتصالات، بما في ذلك الشبكة المفتوحة للراديو Open RAN، وتعاوننا المتطور في تقنيات 5G/6G، والتعاون في مجال الطاقة الخضراء، والفضاء".
وذكر بنعيم أن "التعاون الدفاعي بين البلدين لا يزال قوياً"، معتبراً أن العلاقة "الأمنية مع المملكة العربية السعودية حجر الأساس لنهجنا في الدفاع والأمن الإقليميين وحماية أكثر من 80 ألف مواطن أميركي يعيشون ويعملون في المملكة".
وتأتي زيارة بلينكن بعد أسابيع من زيارة أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى المملكة، وبعد نحو عام على زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف عام 2022.
وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال في إحاطة صحافية، الجمعة، إن "لدينا مؤخراً خلافات في الرأي مع السعودية. وهذا لا يعني أنه لن تكون هناك بعض الخلافات في المستقبل، لكنها شراكة استراتيجية مهمة".
ولا يخفي المسؤولون الأميركيون رغبتهم في التقارب مع المملكة رغم التباينات الكثيرة، لا سيما أن الرياض تؤدي دوراً أساسياً في المنطقة، بحسب وكالة "فرانس برس".
من جانبه، دعا جيم ريتش، كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، إدارة الرئيس جو بايدن إلى تعزيز العلاقات مع السعودية باعتبارها "شريكاً مهماً" اقتصادياً وأمنياً لواشنطن.
وقال ريتش على تويتر: "على مدى 80 عاماً، كانت المملكة العربية السعودية شريكاً مهماً في دعم المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة".
وأضاف: "لقد تأخرت إدارة بايدن في تعزيز التعاون مع المملكة.